فادعوا أنها تنفك ثم تتصل و هذه مكابرة من جنس ( طفرة النظام ( .
و كذلك الذين قالوا بأن العرض لا يبقى زمانين خالفوا الحس و ما يعلمه العقلاء بضرورة عقولهم فإن كل أحد يعلم أن لون جسده الذي كان لحظة هو هذا اللون و كذلك لون السماء و الجبال و الخشب و الورق و غير ذلك .
و مما ألجأهم إلى هذا ظنهم أنهما لو كانا باقيين لم يمكن إعدامهما فإنهم حاروا فى إفناء الله الأشياء إذا أراد أن يفنيها كما حاروا فى إحداثها و حيرتهم فى الإفناء أظهر هذا يقول يخلق فناء لا في محل فيكون ضدا لها فتفنى بضدها و هذا يقول يقطع عنها الأعراض مطلقا أو البقاء الذي لا تبقى إلا به فيكون فناؤها لفوات شرطها .
ومن أسباب ذلك ظنهم أو ظن من ظن منهم أن الحوادث لا تحتاج إلى الله إلا حال إحداثها لا حال بقائها و قد قالوا إنه قادر على إفنائها فتكلفوا هذه الأقوال الباطلة .
و هؤلاء لا يحتجون على بقاء الرب بافتقار العالم إليه بل بأنه قديم و ما و جب قدمه إمتنع عدمه و إلا فالباقي حال بقائه لا يحتاج إلى الرب عندهم