وهو دليل يعلمه الإنسان من نفسه و يذكره كلما تذكر فى نفسه و فيمن يراه من بني جنسه فيستدل به على المبدأ و المعاد كما قال تعالى ( و يقول الانسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل و لم يك شيئا ( و قال تعالى ( و ضرب لنا مثلا و نسي خلقه قال من يحيى العظام و هي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة و هو بكل خلق عليم ( .
و كذلك قال زكريا لما تعجب من حصول و لد على الكبر فقال ( أنى يكون لي غلام و كانت امرأتى عاقرا و قد بلغت من الكبر عتيا قال كذلك قال ربك هو علي هين و قد خلقتك من قبل و لم تك شيئا ( و لم يقل ( إنه أهون عليه ( كما قال في المبدأ و المعاد ( و هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده و هو أهون عليه ( .
و قال سبحانه ( خلق الانسان من علق ( بعد أن قال ( الذي خلق ( فأطلق الخلق الذي يتناول كل مخلوق ثم عين خلق الإنسان فكان كلما يعلم حدوثه داخلا فى قوله ( الذي خلق ( .
و ذكر بعد الخلق التعليم الذي هو التعليم بالقلم و تعليم الإنسان ما لم يعلم فخص هذا التعليم الذي يستدل به على إمكان النبوة .
و لم يقل هنا ( هدى ( فيذكر الهدى العام المتناول للإنسان