أخبر به الرب من خلقه أو أمره و إما أن يكونوا مظلمين له فى حكمه و هو سبحانه الصادق العدل كما قال تعالى ( و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماته و هو السميع العليم ( فإن الكلام إما إنشاء و إما إخبار فالإخبار صدق لا كذب و الإنشاء أمر التكوين و أمر التشريع عدل لا ظلم و القدرية المجوسية كذبوا بما أخبر به عن خلقه و شرعه من أمر الدين و الإبليسية جعلوه ظالما فى مجموعهما أو فى كل منهما .
و قد ظهر بذلك أن المفترقين المختلفين من الأمة إنما ذلك بتركهم بعض الحق الذي بعث الله به نبيه و أخذهم باطلا يخالفه و إشتراكهم فى باطل يخالف ما جاء به الرسول و هو من جنس مخالفة الكفار للمؤمنين كما قال تعالى ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض إلى قوله و لو شاء الله ما اقتتلوا و لكن الله يفعل ما يريد ( .
فإذا إشتركوا في باطل خالفوا به المؤمنين المتبعين للرسل نسوا حظا مما ذكروا به فألقى بينهم العداوة و البغضاء و إختلفوا فيما بينهم فى حق آخر جاء به الرسول فآمن هؤلاء ببعضه و كفروا ببعضه و الآخرون يؤمنون بما كفر به هؤلاء و يكفرون بما يؤمن به هؤلاء .
و هنا كلا الطائفتين المختلفتين المفترقتين مذمومة و هذا شأن عامة