فلهذا كانت المرجئة فى الجملة خيرا من القدرية حتى إن الارجاء دخل فيه الفقهاء من أهل الكوفة و غيرهم بخلاف الإعتزال فإنه ليس فيه أحد من فقهاء السلف و أئمتهم $ فصل .
فإذا كان الضلال فى القدر حصل تارة بالتكذيب بالقدر و الخلق و تارة بالتكذيب بالشرع و الوعيد و تارة بتظليم الرب كان فى هذه السورة ردا على هذه الطوائف كلها .
فقوله تعالى ( فألهمها فجورها و تقواها ( إثبات للقدر بقوله ( ألهمها ( و إثبات لفعل العبد بإضافة الفجور و التقوى إلى نفسه ليعلم أنها هي الفاجرة و المتقية و إثبات للتفريق بين الحسن و القبيح و الأمر و النهي بقوله ( فجورها و تقواها ( .
و قوله بعد ذلك ( قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها ( إثبات لفعل العبد و الوعد و الوعيد بفلاح من زكى نفسه و خيبة من دساها و هذا صريح فى الرد على القدرية المجوسية و على الجبرية للشرع أو لفعل العبد و هم المكذبون بالحق