أن يكون الفعل فى نفسه حسنا له ثواب أو قبيحا عليه عقاب ثم قالت القدرية لكن الفعل منقسم فليس خالقا للفعل و قالت الجبرية لكنه خالق فليس الفعل منقسما .
ولكن الجبرية المقرون بالرسل يقرون بالإنقسام من جهة أمر الشارع و نهيه فقط و يقولون له أن يأمر بما شاء لا لمعنى فيه و ينهي عما يشاء لا لأجل معنى فيه و يقولون فى خلقه و في أمره جميعا يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد .
و أما من غلب عليه رأي أو هوى فإنه ينحل عن ربقة الشارع إذا عاين الجبر و يقولون ما يقوله المشركون ( لو شاء الله ما أشركنا و لا آباؤنا و لا حرمنا من شيء ( .
و من أقر بالشرع و الأمر و النهي و الحسن و القبح دون القدر و خلق الأفعال كما عليه المعتزلة فهو من القدرية المجوسية الذين شابهوا المجوس و للمعتزلة من مشابهة المجوس و اليهود نصيب وافر و من أقر بالقضاء و القدر و خلق الأفعال و عموم الربوبية و أنكر المعروف و المنكر و الهدى و الضلال و الحسنات و السيئات ففيه شبه من المشركين و الصابئة