قد سبق أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم و ثبتت الحجة عليهم فقال ( لا بل شيء قضى عليهم و مضى فيهم ] و تصديق ذلك فى كتاب الله [ عز و جل ] ( و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها ( فبين النبى صلى الله عليه و سلم أن تصديق ما أخبر به من القضاء قوله ( فألهمها فجورها و تقواها ( .
والذى فى الحديث هو القدر السابق من علم الله و كتابه و كلامه و هذا إنما تنكره غالية القدرية و أما [ الذي ] في القرآن فهو خلق الله أفعال العباد و هذا أبلغ فإن القدرية المجوسية تنكره .
فالذي فى القرآن يدل على ما في الحديث و زيادة و لهذا جعله النبى صلى الله عليه و سلم مصدقا له و ذلك من و جوه .
أحدها أنه إذا علم أن الله هو الملهم للفجور و التقوى و لم يكن في ذلك ظلم كما تقوله القدرية الإبليسية و لا مخالفة للأمر و النهي و الوعد و الوعيد كما تقوله القدرية المشركية [ ف ] الإقرار بأن الله كتب ذلك و قدره قبل وجوده مما لا نزاع فيه عند الإنسان من جهة القدر و لهذا قد أقر بالقدر السابق جمهور القدرية الذين ينكرون خلق الأفعال و لم يثبت أحد من القدرية أن الله خالق أفعال العباد و ينكره من جهة القدر أن الله خالق ذلك