و في ذلك لله حكم و منافع هي نعم على عباده فكل ما يقضيه الله تعالى هو من نعمته على عباده و لهذا يقول عقب تعديد ما يذكره ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ( .
و لما ذكر ما ذكره فى سورة النجم و ذكر إهلاك مكذبى الرسل قال ( فبأي آلاء ربك تتمارى ( فإهلاكهم من آلاء ربنا و آلاؤه نعمه التى تدل على رحمته و على حكمته و على مشيئته و قدرته و ربوبيته سبحانه و تعالى .
و من نفع تذكير الذي يتجنبها أنه لما قامت عليه الحجة و استحق العذاب خف بذلك شر عن المؤمنين فإن الله يهلكهم بعذاب من عنده أو بأيديهم و بهلاكه ينتصر الإيمان و ينتشر و يعتبر به غيره و ذلك نفع عظيم .
و هو أيضا يتعجل موته فيكون أقل لكفره فإن الله أرسل محمدا رحمة للعالمين فبه تصل الرحمة إلى كل أحد بحسب الإمكان .
و أيضا فإن الذي يتجنبها بتجنبه إستحق هذا الوعيد المذكور فصار ذلك تحذيرا لغيره من أن يفعل مثل فعله قال تعالى ( فجعلناها نكالا لما بين يديها و ما خلفها ( و قال تعالى عن فرعون ( فجعلناهم