ثم البيت الذى أنشده خبر عن شخص خاطب آخر فيقول لقد أسمعت لو كان من تناديه حيا و هذا كقوله ( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ( و قوله ( إنك لا تسمع الموتى و لا تسمع الصم الدعاء إذا و لوا مدبرين ( و قوله ( قل إنما أنذركم بالوحي و لا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون ( فهذا يناسب معنى البيت و هو خبر خاص .
وأما الأمر بالإنذار فهو مطلق عام و إن كان مخصوصا فالمؤمنون أحق بالتخصيص كما قال ( فذكر بالقرآن من يخاف و عيد ( و قال ( و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ( ليس الأمر مختصا بمن لا يسمع .
كيف و قد قال بعد ذلك ( سيذكر من يخشي و يتجنبها الأشقى ( فهذا الذي يخشي هو ممن أمره بتذكيره و هو ينتفع بالذكرى فكيف لا يكون لهذا الشرط فائدة إلا ذم من لم يسمع .
و أما قول القائل ( قل لفلان و أعذله إن سمعك ( فهذا و أمثاله يقوله الناس لمن يظنون أنه لا يقبل و لكن يرجون قبوله فهم يقصدون توبيخه على تقدير الرد لا على تقدير القبول فيقولون ( قل له إن كان يسمع منك ( و ( قل له إن كان يقبل ( و ( إنصحه إن