.
قيل بل منه ما لم ينفع أصلا و هو ما لم يؤمر به و ذلك كمن أخبر الله أنه لا يؤمن كأبى لهب فإنه بعد أن أنزل الله قوله ( سيصلى نارا ذات لهب ( فإنه لا يخص بتذكير بل يعرض عنه .
و كذلك كل من لم يصغ إليه و لم يستمع لقوله فإنه يعرض عنه كما قال ( فتول عنهم فما أنت بملوم ( ثم قال ( و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ( فهو إذا بلغ قوما الرسالة فقامت الحجة عليهم ثم إمتنعوا من سماع كلامه أعرض عنهم فإن الذكرى حينئذ لا تنفع أحدا .
و كذلك من أظهر أن الحجة قامت عليه و أنه لا يهتدى فإنه لا يكرر التبليغ عليه .
( الوجه الثانى ( أن الأمر بالتذكير أمر بالتذكير التام النافع كما هو أمر بالتذكير المشترك .
و هذا التام النافع يخص به المؤمنين المنتفعين فهم إذا آمنوا ذكرهم بما أنزل و كلما أنزل شيء من القرآن ذكرهم به و يذكرهم بمعانيه و يذكرهم [ بما ] نزل قبل ذلك .
بخلاف الذين قال فيهم ( فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم