فقد قدر سبحانه ما يريد أن يخلقه من هذا العالم حين كان عرشه على الماء إلى يوم القيامة كما فى السنن عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ( أول ما خلق الله القلم فقال أكتب فقال ما أكتب فقال أكتب ما يكون إلى يوم القيامة ( .
و أحاديث تقديره سبحانه و كتابته لما يريد أن يخلقه كثيرة جدا .
روى إبن [ أبي ] حاتم عن الضحاك أنه سئل عن قوله ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ( فقال قال إبن عباس إن الله قدر المقادير بقدرته و دبر الأمور بحكمته و علم ما العباد صائرون إليه و ما هو خالق و كائن من خلقه فخلق الله لذلك جنة و نارا فجعل الجنة لأوليائه و عرفهم و أحبهم و تولاهم و وفقهم و عصمهم و ترك أهل النار إستحوذ عليهم إبليس و أضلهم و أزلهم .
فخلق لكل شيء ما يشاكله في خلقه ما يصلحه من رزقه في بر أو فى بحر فجعل للبعير خلقا لا يصلح شيء من خلقه على غيره من الدواب و كذلك كل دابة خلق الله له منها ما يشاكلها فى خلقها فخلقه مؤتلف لما خلقه له غير مختلف .
قال إبن أبي حاتم ثنا أبى ثنا يحيى بن زكريا بن مهران القزاز