حائط على حائط رفعا كثيرا فسد و لابد من التسوية بين جذوع السقف فلو كان بعض الجذوع قصيرا عن الغاية و بعضها فوق الغاية فسد و كذلك إذا بنى صف فوق صف لابد من التسوية بين الصفوف و كذلك الدرج المبنية و كذلك إذا صنع لسقى الماء جداول و مساكب فلابد من العدل و التسوية فيها و كذلك إذا صنعت ملابس للآدميين فلابد من أن تكون مقدرة على أبدانهم لا تزيد و لا تنقص و كذلك ما يصنع من الطعام لابد أن تكون أخلاطه على وجه الإعتدال و النار التى تطبخه كذلك و كذلك السفن المصنوعة .
ولهذا قال الله لداود ( و قدر فى السرد ( أي لا تدق المسمار فيقلق و لا تغلظه فيفصم و إجعله بقدر .
فإذا كان هذا في مصنوعات العباد و هي جزء من مصنوعات الرب فكيف بمخلوقاته العظيمة التى لا صنع فيها للعباد كخلق الإنسان و سائر البهائم و خلق النبات و خلق السموات و الأرض و الملائكة .
فالفلك الذي خلقه و جعله مستديرا ما له من فروج كما قال تعالى ( الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فإرجع البصر هل ترى من فطور ثم إرجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا و هو حسير ( و قال تعالى ( و السماء ذات الحبك ) وقال