( الثالث ( أن قوله ( لأن معنى الخلق أنه لم يكن ثم كان فكيف يكون ما لم يكن ثم كان لم يزل موجودا ( فيقال بل كل مخلوق فهو محدث مسبوق بعدم نفسه و ما ثم قديم أزلى إلا الله و حده و إذا قيل ( لم يزل خالقا ( فإنما يقتضى قدم نوع الخلق و ( دوام خالقيته ( لا يقتضى قدم شيء من المخلوقات فيجب الفرق بين أعيان المخلوقات الحادثة بعد أن لم تكن فإن هذه لا يقول عاقل إن منها شيئا أزليا و من قال بقدم شيء من العالم كالفلك أو مادته فإنه يجعله مخلوقا بمعنى أنه كان بعد أن لم يكن و لكن إذا أوجده القديم .
و لكن لم يزل فعالا خالقا [ و دوام خالقيته ] من لوازم وجوده فهذا ليس قولا بقدم شيء من المخلوقات بل هذا متضمن لحدوث كل ما سواه و هذا مقتضى سؤال السائل له .
( الوجه الرابع ( أن يقال العرش حادث كائن بعد أن لم يكن لم يزل مستويا عليه بعد و جوده و أما الخلق فالكلام فى نوعه و دليله على إمتناع حوادث لا أول لها قد عرف ضعفه و الله أعلم .
و كان إبن فورك فى مخاطبة السلطان قصد إظهار مخالفة الكرامية كما قصد بنيسابور و القيام على المعتزلة فى إستتابتهم و كما كفرهم عند