[ و هو ] فى هذا المصنف أثبت أنه على العرش بخلاف ما كان عليه قبل العرش فقال فإن قال ( فحدثونا عنه أين كان قبل أن يخلق ( قيل ( أين ( تقتضي مكانا و الأمكنة مخلوقات و هو سبحانه لم يزل قبل الخلق و الأماكن لا في مكان و لا يجري عليه و قت و لا زمان .
فإن قال ( فعلى ما هو اليوم ( قيل له مستو على العرش كما قال سبحانه ( الرحمن على العرش إستوى ( .
و قال فإن قال قائل ( لم يزل الباري قادرا عالما حيا سميعا بصيرا ( قيل نعم فإن قال ( فلم أنكرتم أن يكون لم يزل خالقا ( قيل له إن أردت بقولك ( لم يزل خالقا أي لم يزل الخلق معه في قدمه فهذا خطأ لأن معنى الخلق أنه لم يكن ثم كان فكيف يكون ما لم يكن ثم كان لم يزل موجودا و إن أردت بقولك أن الخالق لم يزل و كان قادرا على أن يخلق الخلق فكذلك نقول لأن الخالق لم يزل و الخلق لم يكن ثم كان و قد كان لم يزل قادرا على أن يخلق الخلق فهذا الجواب .
قال فإن قيل ( إذا قلتم إنه الآن خالق فما أنكرتم أن يكون لم يزل خالقا ( قيل له لا يلزم ذلك و ذلك أنه الآن مستو على