منهم وأرفع قدرا فى قلوب الأمة فهذا كرز بن وبرة وكهمس وإبن طارق يختمون القرآن فى الشهر تسعين مرة وحال ابن المسيب وابن سيرين والحسن وغيرهم فى القلوب أرفع .
وكذلك ترى كثيرا ممن لبس الصوف ويهجر الشهوات ويتقشف وغيره ممن لا يدانيه فى ذلك من أهل العلم والإيمان أعظم فى القلوب وأحلى عند النفوس وما ذاك إلا لقوة المعاملة الباطنة وصفائها وخلوصها من شهوات النفوس وأكدار البشرية وطهارتها من القلوب التى تكدر معاملة أولئك وإنما نالوا ذلك بقوة يقينهم بما جاء به الرسول وكمال تصديقه فى قلوبهم ووده ومحبته وأن يكون الدين كله لله فإن أرفع درجات القلوب فرحها التام بما جاء به الرسول وإبتهاجها وسرورها كما قال تعالى ( والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ( وقال تعالى ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ( الآية ففضل الله ورحمته القرآن والإيمان من فرح به فقد فرح بأعظم مفروح به ومن فرح بغيره فقد ظلم نفسه ووضع الفرح فى غير موضعه .
فإذا استقر فى القلب وتمكن فيه العلم بكفايته لعبده ورحمته له وحلمه عنده وبره به وإحسانه إليه على الدوام أوجب له الفرح والسرور أعظم من فرح كل محب بكل محبوب سواه فلا يزال مترقيا