فإن أحدهم يعتقد تلك السيئات حسنات فيأمن مكر الله وكثير من الناس يعتقد أن توبة المبتدع لا تقبل وقد قال تعالى ! 2 < إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم > 2 ! وفى الصحيحين عن أبي موسى الأشعرى قال ( كان رسول الله يسمى لنا نفسه أسماء فقال أنا محمد وأنا أحمد والمقفي والحاشر ونبى الملحمة ( ونبى الرحمة ( وفى حديث آخر ( أنا نبى الرحمة وأنا نبى الملحمة ( وذلك أنه بعث بالملحمة وهى المقتلة لمن عصاه وبالتوبة لمن أطاعه وبالرحمة لمن صدقه واتبعه وهو رحمة للعالمين وكان من قبله من الأنبياء لا يؤمر بقتال .
وكان الواحد من أممهم إذا أصاب بعض الذنوب يحتاج مع التوبة إلى عقوبات شديدة كما قال تعالى ^ وإذا قال موسى لقومه يا قوم انكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم ^ وقد روى عن أبى العالية وغيره أن أحدهم كان إذا أصاب ذنبا اصبحت الخطيئة والكفارة مكتوبة على بابه فأنزل الله فى حق هذه الأمة ! 2 < والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم > 2 ! إلى قوله ! 2 < نعم أجر العاملين > 2 ! فخص الفاحشة بالذكر مع قوله ! 2 < ظلموا أنفسهم > 2 ! والظلم يتناول الفاحشة وغيرها تحقيقا لما ذكرناه