.
ثم إن هؤلاء فيما تقوله الأنبياء حيارى متهوكون فانه بهرهم نور النبوة ولم تقع على أصولهم الفاسدة فصاروا على انحاء منهم من لا يؤمن بكثير مما تقوله الأنبياء والمرسلون بل يعرض عنه أو يشك فيه أو يكذب به ومنهم من يقول يجوز الكذب لمصلحة راجحة والأنبياء فعلوا ذلك ومنهم من يقول يجوز هذا لصالح العامة دون الخاصة وأمثلهم من يقول بل هذه تخيلات وأمثله مضروبة لتقريب الحقائق إلى قلوب العامة وهذه طريقة الفارابى وابن سينا لكن ابن سينا أقرب إلى الإيمان من بعض الوجوه وان لم يكن مؤمنا .
فمن ادركته رسالة محمد وبهرته براهينها وانوارها ورأى ما فيها من أصناف العلوم النافعة والأعمال الصالحة حتى قال ابن سينا اتفق فلاسفة العالم على انه لم يطرق العالم ناموس أفضل من هذا الناموس فلابد ان يتأول نصوص الكتاب والسنة على عادة اخوانه فى تحريف الكلم عن مواضعه فيحرفون ما اخبرت به الرسل عن كلام الله تحريفا يصيرون به كفارا ببعض تأويل الكتاب فى بعض صفات تنزيله .
فلما رأوا أن الرسل سمت هذا الكلام كلام الله وأخبرت أنه نزلت به ملائكة الله مثل الروح الأمين جبريل أطلقت هذه