رأى من يهوى بعض المتصلين به أو يعاشره عشرة منكرة أو رأى له محبة أو ميلا وصبابة وعشقا ولو كان ولده رأف به وظن أن هذا من رحمة الخلق ولين الجانب بهم وكارم الأخلاق وإنما ذلك دياثة ومهانة وعدم دين وضعف إيمان وإعانة على الإثم والعدوان وترك للتناهى أن الفحشاء والمنكر .
وتدخل النفس به فى القيادة التى هى أعظم الدياثة كما دخلت عجوز السوء مع قومها فى إستحسان ما كانوا يتعاطونه مع إتيان الذكران والمعاونة لهم على ذلك وكانت فى الظاهر مسلمة على دين زوجها لوط وفى الباطن منافقة على دين قومها لا تقلى عملهم كما قلاه لوط فإنه أنكره ونهاهم عنه وأبغضه وكما فعل النسوة اللواتى بمصر مع يوسف فإنهن أعن امرأة العزيز على ما دعته إليه من فعل الفاحشة معها ولهذا قال ! 2 < رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه > 2 ! وذلك بعد قولهن ! 2 < إنا لنراها في ضلال مبين > 2 ! .
ولا ريب أن محبة الفواحش مرض فى القلب فإن الشهوة توجب السكر كما قال تعالى عن قوم لوط ! 2 < إنهم لفي سكرتهم يعمهون > 2 ! وفى الصحيحين واللفظ لمسلم من حديث أبى هريرة عن النبى قال ( العينان تزنيان وزناهما النظر ( الحديث فى آخره فكثير من الناس يكون مقصوده بعض هذه