إنا جعلناك خليفة فى الأرض فإحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ^ ونحو ذلك .
فإن أصل الفطرة التى فطر الناس عليها إذا سلمت من الفساد ( إذا ) رأت الحق إتبعته وأحبته إذ الحق نوعان .
حق موجود فالواجب معرفته والصدق فى الإخبار عنه وضد ذلك الجهل والكذب وحق مقصود وهو النافع للإنسان فالواجب إرادته والعمل به وضد ذلك إرادة الباطل وإتباعه .
ومن المعلوم أن الله خلق فى النفوس محبة العلم دون الجهل ومحبة الصدق دون الكذب ومحبة النافع دون الضار وحيث دخل ضد ذلك فلمعارض من هوى وكبر وحسد ونحو ذلك كما انه فى صالح الجسد خلق الله فيه محبة الطعام والشراب الملائم له دون الضار فإذا إشتهى ما يضره أن كره ما ينفعه فلمرض فى الجسد وكذلك أيضا إذا إندفع عن النفس المعارض من الهوى والكبر والحسد وغير ذلك أحب القلب ما ينفعه من العلم النافع والعمل الصالح كما أن