ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير ^ وأحسن من هذا أنه قد تقدم ذكر وقاية البرد فى اول السورة بقوله ^ والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ^ فيقال لم فرق هذا فيقال والله اعلم المذكور فى أول السورة النعم الضرورية التى لا يقومون بدونها من الأكل وشرب الماء القراح ودفع البرد والركوب الذى لابد منه فى النقلة وفى آخرها ذكر كمال النعم من الأشربة الطبية والسكون فى البيوت وبيوت الأدم والإستظلال بالظلال ودفع الحر والبأس بالسرابيل فإن هذايستغنى عنه فى الجملة ففى الأول الأصول وفى الآخر الكمال ولهذا قال كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون .
و ( أيضا ( فالمساكن لها منفعتان إحداهما السكون فيها لأجل الإستتار فهى كلباس الزينة من هذا الوجه والثانى وقاية الأذى من الشمس والمطر والريح ونحو ذلك فجمع الله الإمتنان بهذين فقال ^ والله جعل لكم من بيوتكم سكنا ^ هذه بيوت المدر ^ وجعل لكم من جلود ألأنعام بيوتا تسخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ^ هذه بيوت العمود ^ ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين ^ يدخل فيه أهبة البيت من البسط والأعية والأغطية ونحوها وقال ^ من بيوتكم سكنا ^ ولم يقل من المدر بيوتا كما قال ^ من جلود الأنعام بيوتا ^ لأن السكن بيان منفعة البيت فيه تظهر النعمة وإتخاذ