عمر مما صدر منه وإن كان عمر رضي الله عنه محدثا كما جاء فى الحديث الصحيح أنه قال ( قد كان فى الأمم قبلكم محدثون فإن يكن فى أمتي أحد فعمر ( فهو رضي الله عنه المحدث الملهم الذي ضرب الله الحق على لسانه وقلبه ولكن مزية التصديق الذي هو أكمل متابعة للرسول وعلما وإيمانا بما جاء به درجته فوق درجته فلهذا كان الصديق أفضل الأمة صاحب المتابعة للآثار النبوبة فهو معلم لعمر ومؤدب للمحدث منهم الذي يكون له من ربه إلهام وخطاب كما كان أبو بكر معلما لعمر ومؤدبا له حيث قال له .
فأخبرك أنك تدخله هذا العام قال لا قال إنك آتيه ومطوف .
فبين له الصديق أن وعد النبى مطلق غير مقيد بوقت وكونه سعى فى ذلك العام وقصده لا يوجب أن يعنى ما أخبر به فإنه قد يقصد الشىء ولايكون غيره إذ ليس من شرط النبى أن يكون كما قصده بل من تمام نعمة ربه عليه أن يقيده عما يقصده إلى أمر آخر هو أنفع مما قصده كما كان صلح الحديبية أنفع للمؤمين من دخولهم ذلك العام بخلاف خبر النبى فإنه صادق لا بد أن يقع ما أخبر به ويتحقق