$ فصل .
وإختيار النبى له ولأهله الإحتباس فى شعب بنى هاشم بضع سنين لا يبايعون ولا يشارون وصبيانهم يتضاغون من الجوع قد هجرهم وقلاهم قومهم وغير قومهم هذا أكمل من حال يوسف عليه السلام .
فإن هؤلاء كانوا يدعون الرسول إلى الشرك وأن يقول على الله غير الحق يقول ما أرسلنى ولا نهى عن الشرك وقد قال تعالى ^ وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لا أتخذوك خليلا ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثوا خلافك إلا قليلا سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا ^ .
وكان كذب هؤلاء على النبى أعظم من الكذب على يوسف فإنهم قالوا أنه ساحر وأنه كاهن وأنه مجنون وأنه