وهذا كما قال تعالى ^ ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي فى الله فتنة الناس كعذاب الله ^ وكما قال تعالى ^ ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير إطمأن وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآحرة ذلك هو الخسران المبين يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير ^ فإنه لابد من أذى لكل من كان فى الدنيا فإن لم يصبر على الأذى فى طاعة الله بل إختار المعصية كان ما يحصل له من الشر أعظم مما فر منه بكثير ! 2 < ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا > 2 ! ومن احتمل الهوان والأذى فى طاعة الله على الكرامة والعز فى معصية الله كما فعل يوسف عليه السلام وغيره من الأنبياء والصالحين كانت العاقبة له فى الدنيا والآخرة وكان ما حصل له من الأذى قد انقلب نعيما وسرورا كما أن ما يحصل لأرباب الذنوب من التنعم بالذنوب ينقلب حزنا وثبورا .
فيوسف خاف الله من الذنوب ولم يخف من أذى الخلق وحبسهم إذ أطاع الله بل آثر الحبس والأذى مع الطاعة على الكرامة والعز وقضاء الشهوات ونيل الرياسة والمال مع المعصية فإنه لو وافق إمراة العزيز نال الشهوة وأكرمته المرأة بالمال والرياسة