نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ^ يعني التأويل ^ ذلكما مما علمني ربي إنى تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون وتبعت ملة آبائى إبراهيم واسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ^ فبهذا يذكر ربه عز وجل فإن هذا مما علمه ربه لأنه ترك ملة قوم مشركين لا يؤمنون بالله وإن كانوا مقرين بالصانع ولا يؤمنون بالأخرة واتبع ملة آبائه أئمة المؤمنين الذين جعلهم الله أئمة يدعون بأمره إبراهيم واسحق ويعقوب فذكر ربه ثم دعاهما إلى الإيمان بربه .
ثم بعد هذا عبر الرؤيا فقال ^ يا صاحبى السجن أما أحدكما فيسقى ربه خمرا ^ الآية ثم قضى تأويل الرؤيا ^ قال للذي نجا منهما اذكرنى عند ربك ^ فكيف يكون قد أنسى الشيطان يوسف ذكر ربه وإنما أنسى الشيطان الناجي ذكر ربه أي الذكر المضاف إلى ربه قالوا كان الأولى ان يتوكل على الله ولا يقول اذكرني عند ربك فلما نسي أن يتوكل على ربه جوزي بلبثه فى السجن بضع سنين .
فيقال ليس فى قوله ^ اذكرنى عند ربك ^ ما يناقض التوكل بل قد قال يوسف ^ إن الحكم إلا لله ^ كما أن قول أبيه ^ لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ^ لم يناقض توكله بل قال