كيف سعد هؤلاء في الدنيا والآخرة وشقي هؤلاء فى الدنيا والآخرة فذكر ما جرى لهم إلى قوله ^ ذلك من أنباء القرى نقصه عليك ^ إلى قوله ^ وذلك يوم مشهود ^ ثم ذكر حال الذين سعدوا والذين شقوا ثم قال ^ إن فى ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ^ فإنه قد يقال غاية ما أصاب هؤلاء أنهم ماتوا والناس كله يموتون وأما كونهم أهلكوا كله وصارت بيوتهم خاوية وصاروا عبرة يذكرون بالشر ويلعنون إنما يخاف ذلك من آمن بالآخرة فإن لعنة المؤمنين ( لهم ) بالآخرة وبعضهم لهم كما جرى لآل فرعون هو مما يزيدهم عذابا كما أن لسان الصدق وثناء الناس ودعاءهم للأنبياء وإتباعهم لهم هو ما يزيده ثوابا .
فن استدل بما أصاب هؤلاء على صدق الأنبياء فآمن بالأخرة خاف عذاب الآخرة وكان ذلك له آية وأما من لم يؤمن بالآخرة ويظن أن من مات لم يبعث فقد لا يبالي بمثل هذا وإن كان يخاف هذا من لا يخاف الآخرة لكن كل من خاف الآخرة كان هذا حاله وذلك له آية .
وقد ختم السورة بقوله ^ وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم انا عاملون ^ إلى آخرها كما افتتحها بقوله ! 2 < أن لا تعبدوا إلا الله > 2 ! فذكر التوحيد والإيمان بالرسل فهذا دين الله في الأولين