.
فإن هذا النوع يبين أن المؤمن على أمر من الله فاجتمع فى هذا اللفظ حرف الاستعلاء وحرف ( من ) لإبتداء الغاية وما يستعمل فيه حرف ابتداء الغاية فيقال هو من الله على نوعين فإنه أما أن يكون من الصفات التى لا تقوم بنفسها ولا بمخلوق فهذا يكون صفة له وما كان عينا قائمة بنفسها أو بمخلوق فهي مخلوقة .
فالأول كقوله ! 2 < ولكن حق القول مني > 2 ! وقوله ! 2 < يعلمون أنه منزل من ربك > 2 ! كما قال السلف القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدا وإليه يعود ( والنوع الثانى ( كقوله ! 2 < وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه > 2 ! وقوله ! 2 < وما بكم من نعمة فمن الله > 2 ! و ! 2 < ما أصابك من حسنة فمن الله > 2 ! وكما يقال إلهام الخير وإيحاؤه من الله وإلهام الشر وإيحاؤه من الشيطان والوسوسة من الشيطان فهذا نوعان .
تارة باعتبار السبب وتارة باعتبار العاقبة والغاية فالحسنات هي النعم والسيئات هي المصائب كلها من عند الله لكن تلك الحسنات أنعم الله بها على العبد فهي منه إحسانا وتفضلا وهذه عقوبة ذنب من نفس العبد فهي من نفسه بإعتبار أن عمله السيء كان