النفوس إلى أهوائها فيتبعهم الغاوون وهم الذين يتبعون الأهواء وشهوات الغي فنفى كلا منهما بانتقاء لازمه وبين ما يجتمع فيه شياطين الأنس والجن $ فصل .
إذا تبين هذا الأصل ظهر به اشتقاق البدع من الكفر فنقول كما أن الذين اثنى الله عليهم من الذين هادوا والنصارى كانوا مسلمين مؤمنين لم يبدلوا ما أنزل الله ولا كفروا بشىء مما أنزل الله وكان اليهود والنصارى صاروا كفارا من جهة تبديلهم لما أنزل الله ومن وجهة كفرهم بما أنزل على محمد فكذلك الصابئة صاروا كفارا من جهة تبديلهم لما أنزل الله ومن جهة كفرهم بما أنزل الله على محمد وان كانوا منافقين كما قد ينافق اليهودى والنصرانى وهؤلاء هم المستأخرون من اليهود والنصارى والصابئين .
وذلك ان متأخري الصابئين لم يؤمنوا ان لله كلاما أو يتكلم ويقول أو أنه ينزل من عنده كلاما وذكرا على أحد من البشر أو انه يكلم أحدا من البشر بل عندهم لا يوصف الله بصفة ثبوتية لا يقولون إن له علما ولا محبة ولا رحمة وينكرون أن يكون