و رؤسائها وجدت أكثره من هذا الضرب الذي هو البغي بتأويل أو بغير تأويل كما بغت الجهمية على المستنة فى محنة الصفات و القرآن محنة أحمد و غيره و كما بغت الرافضة على المستنة مرات متعددة و كما بغت الناصبة على علي و أهل بيته وكما قد تبغى المشبهة على المنزهة و كما قد يبغى بعض المستنة اما على بعضهم و إما على نوع من المبتدعة بزيادة على ما أمر الله به و هو الاسراف المذكور فى قولهم ( ربنا اغفر لنا ذنوبنا و اسرافنا فى أمرنا ) .
وبازاء هذا العدوان تقصير آخرين فيما أمروا به من الحق أو فيما أمروا به من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فى هذه الأمور كلها فما أحسن ما قال بعض السلف ما أمر الله بأمر الا اعترض الشيطان فيه بأمرين لايبالي بأيهما ظفر غلوأ أو تقصير فالمعين على الاثم و العدوان بازائه تارك الاعانة على البر و التقوى و فاعل المأمور به و زيادة منهى عنها بازائه تارك المنهى عنه و بعض المأمور به و الله يهدينا الصراط المستقيم و لا حول و لا قوة إلا بالله