وجهين فان شكا ذلك الى طبيب يعرف طب الأديان و مضرات النفوس و منافعها ليعالج نفسه بعلاج الايمان فهذا بمنزلة المستفتى و هذا حسن .
وإن شكا الى من يعينه على المحرم فهذا حرام و إن شكا الى غيره لما في الشكوى من الراحة كما يشكو المصاب مصيبته الى الناس من غير أن يقصد تعلم ما ينفعه و لا الاستعانة على مصيبته فهذا ينقص صبره و لكن لايأثم مطلقا الا إذا اقترن به ما يحرم كالمصاب الذي يتسخط .
و ( الثانى ( أن يكتم ذلك فلا يتحدث به مع الناس لما فى ذلك من إظهار السوء و الفاحشة فإن النفوس إذا سمعت مثل هذا تحركت و تشهت و تمنت و تتيمت و الانسان متى رأى أو سمع أو تخيل من يفعل ما يشتهيه كان ذلك داعيا له الى الفعل و التشبه به و النساء متى رأين البهائم تنزوا الذكور منها على الاناث ملن الى الباءة و المجامعة و الرجل إذا سمع من يفعل مع المردان و النساء و رأى ذلك أو تخيله فى نفسه دعاه ذلك الى الفعل و إذا ذكر للانسان طعام اشتهاه و مال إليه و إن وصف ما يشتهيه من لباس او امرأة او مسكن أو غيره مالت نفسه إليه و الغريب عن وطنه متى ذكر بالوطن حن إليه و كل ما فى نفس الانسان محبته اذا تصوره تحركت