.
وهم المترفون المنعمون أوقعهم فى الفجور ماهم فيه و ( القسم الثاني ( المترهبون أوقعهم فى البدع غلوهم و تشديدهم هؤلاء ( استمتعوا بخلاقهم ) و هؤلاء خاضوا كما خاض الذين من قبلهم و ذلك أن الذين يتبعون الشهوات المنهي عنها أو يسرفون في المباحات و يتركون الصلوات و العبادات المأمور بها يستحوذ عليهم الشيطان و الهوى فينسيهم الله و الدار الآخرة و يفسد حالهم كما هو مشاهد كثيرا منهم .
والذين يحرمون ما أحل الله من الطيبات و إن كانوا يقولون إن الله لم يحرم هذا بل يلتزمون أن لا يفعلوه إما بالنذر و إما باليمين كما حرم كثير من العباد و الزهاد أشياء يقول أحدهم لله علي أن لا آكل طعاما بالنهار أبدا و يعاهد أحدهم أن لا يأكل الشهوة الملائمة و يلتزم ذلك بقصد و عزمه و إن لم يحلف و لم ينذر فهذا يلتزم أن لايشرب الماء و هذا يلتزم أن لا يأكل الخبز و هذا يلتزم أن لايشرب الفقاع و هذا يلتزم أن لا يتكلم قط و هذا يجب نفسه و هذا يلتزم أن لا ينكح و لا يذبح و أنواع هذه الأشياء من الرهبانية التى ابتدعوها على سبيل مجاهدة النفس و قهر الهوى و الشهوة .
ولاريب أن مجاهدة النفس مأمور بها و كذلك قهر الهوى والشهوة كما ثبت عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ( المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله و الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد