مولى أبي حذيفة فى اصحاب لهم تبتلوا فجلسوا فى البيوت و اعتزلوا النساء و لبسوا المسوح و حرموا الطيبات من الطعام و اللباس إلا ما يأكل و يلبس أهل السياحة من بني إسرائيل و هموا بالاختصاء و اجمعوا لقيام الليل و صيام النهار فنزلت هذه الآية و كذلك ذكر سائر المفسرين مايشبه هذا المعنى .
و قد ذم الله الذين اضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات و ذم الذين يتبعون الشهوات و الذين يريدون أن تميلوا ميلا عظيما و يريدون ميل المؤمنين ميلا عظيما و ذم الذين اتبعوا ما اترفوا فيه و الذين يتمتعون و يأكلون كما تأكل الانعام .
وأكثر الذين اضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات شربة الخمر كما قال تعالى ^ ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة و البغضاء فى الخمر و الميسر و يصدكم عن ذكر الله و عن الصلاة ) ^ ) فجمعوا فجمعوا بين الشهوة المحرمة و ترك ذكر الله و إضاعة الصلاة و كذلك غيرهم من أهل الشهوات .
ثم نهى سبحانه عن تحريم ما أحل من الطيبات و عن الاعتداء فى تناولها و هو مجاوزة الحد و قد فسر الاعتداء فى الزهد و العبادة بأن يحرموا الحلال و يفعلوا من العبادة ما يضرهم فيكونوا قد تجاوزوا