بل من يتبع غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و هو فى الآخرة من الخاسرين .
ولكن كتاب الله هو حاكم بين أهل الأرض فيما اختلفوا فيه و مبين وجه الحكم فانه بين بهذه الآية وجه التفضيل بقوله ! 2 < أسلم وجهه لله > 2 ! و بقوله ! 2 < وهو محسن > 2 ! ) فان الأول بيان نيته و قصده و معبوده و إلهه و قوله ( وهو محسن ) فانتفى بالنص نفي ما هو أحسن منه و بالعقل ما هو مثله فثبت أنه أحسن الأديان 4 .
( الوجه الثالث ( أن النزاع كان بين الأمتين أي الدينين أفضل فلم يقل لهما أن الدينين سواء و لا نهوا عن تفضيل أحدهما لكن حسمت مادة الفخر و الخيلاء و الغرور الذي يحصل من تفضيل أحد الدينين فان الانسان إذا استشعر فضل نفسه أو فضل دينه يدعوه ذلك الى الكبر و الخيلاء و الفخر فقيل للجميع ( من يعمل سوء يجز به ) سواء كان دينه فاضلا أو مفضولا فان النهي عن السيئات و الجزاء عليها و اقع لا محالة ( قال تعالى ) ! 2 < والذاريات ذروا > 2 ! الى قوله ( لواقع ) .
فلما استشعر المؤمنون أنهم مجزيون على السيئات و لا يغنى عنهم فضل دينهم و فسر لهم النبى صلى الله عليه و سلم أن الجزاء قد يكون