كان خالقا لفعله كشفاعة نوح لابنه و شفاعة ابراهيم لأبيه و شفاعة النبى صلى الله عليه و سلم لعبد الله بن ابي بن سلول حين صلى عليه بعد موته و قوله ! 2 < من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه > 2 ! قد قلتم أنه يعم النوعين فانه لو أراد الاذن القدري لكان كل شفاعة داخلة في ذلك كما يدخل فى ذلك كل كفر و سحر و لم يكن فرق بين ما يكون باذنه و ما لا يكون باذنه و لو اراد الاذن الشرعي فقط لزم قول القدرية و هؤلاء قد شفعوا بغير اذن شرعي .
قيل المنفى من الشفاعة بلا اذن هي الشفاعة التامة و هي المقبولة كما فى قول المصلي ^ سمع الله لمن حمده ^ اي استجاب له و كما فى قوله تعالى ! 2 < هدى للمتقين > 2 ! و قوله ! 2 < إنما أنت منذر من يخشاها > 2 ! و قوله ! 2 < فذكر بالقرآن من يخاف وعيد > 2 ! و نحو ذلك .
فان الهدى و الانذار و التذكير و التعليم لابد فيه من قبول المتعلم فاذا تعلم حصل له التعليم المقصود و الا قيل علمته فلم يتعلم كما قيل ^ و اما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ^ فكذلك الشفاعة .
فالشفاعة مقصودها قبول المشفوع اليه و هي الشفاعة التامة فهذه هي التى لا تكون الا باذنه و اما اذا شفع شفيع فلم تقبل