تحصل المصائب فما أصابهم من سيئة فمن أنفسهم و سألو الله أن يغفر لهم و أن يثبت أقدامهم فيثبتهم على الايمان و الجهاد لئلا يرتابوا و لا ينكلوا عن الجهاد قال تعالى ^ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله و رسوله ثم لم يرتابوا و جاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ^ و سألوه أن ينصرهم على القوم الكافرين سألوا ربهم ما يفعل لهم فى أنفسهم من التثبيت و ما يعطيهم من عنده من النصر فانه هو الناصر و حده و ما لنصر إلا من عند الله و كذا أنزل الملائكة عونا لهم قال تعالى لما أنزل الملائكة ^ و ما جعله الله إلا بشرى و لتطمئن به قلوبكم و ما النصر إلا من عند الله ان الله عزيز حكيم ^ و قال تعالى ^ فآتاهم الله ثواب الدينا و حسن ثواب الآخرة و الله يحب المحسنين ^ و هذا مبسوط في موضع آخر .
المقصود هنا أنه لما كانت الحسنة من إحسانه تعالى والمصائب من نفس الانسان و ان كانت بقضاء الله و قدره وجب على العبد أن يشكر ربه سبحانه و أن يستغفره من ذنوبه و أن لا يتوكل إلا عليه وحده فلا يأتى بالحسنات إلا هو فأوجب ذلك للعبد توحيده و التوكل عليه وحده و الشكر له وحده و الاستغفار من الذنوب