.
واصل الشرك فى بنى آدم كان من الشرك بالبشر الصالحين المعظمين فانهم لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم عبدوهم .
فهذا اول شرك كان فى بني آدم و كان فى قوم نوح فانه اول رسول بعث إلى اهل الأرض يدعوهم إلى التوحيد و ينهاهم عن الشرك كما قال تعالى ^ و قالوا لاتذرن آلهتكم ولا تذرن ودا و لا سواعا و لا يغوث و يعوق و نسرا و قد اضلوا كثيرا ^ و هذه اسماء قوم صالحين كانوا فى قوم نوح فلما ماتوا جعلوا الأصنام على صورهم ثم ذهبت هذه الأصنام لما اغرق الله اهل الأرض ثم صارت الى العرب كما ذكر ذلك ابن عباس و غيره ان لم تكن اعيانها و إلا فهي نظائرها .
واما الشرك بالشيطان فهذا كثير .
فمتى لم يؤمن الخلق بأنه ^ لاإله إلا الله ^ بمعنى أنه المعبود المستحق للعبادة دون ما سواه و انه يحب أن يعبد و انه امر ان يعبد و انه لايعبد إلا بما أحبه مما شرع من و جب و مستحب فلابد أن يقعوا في الشرك و غيره .
فالذين جعلوا الأقوال و الأفعال كلها بالنسبة الى الله سواء لايحب