$ فصل .
ومما ذكر فيه العقوبة على عدم الايمان قوله تعالى ^ و نقلب أفئدتهم و أبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة و نذرهم في طغيانهم يعمهون ^ وهذا من تمام قوله ^ و ما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون و نقلب أفئدتهم و أبصارهم ^ الآية فذكر أن هذا التقليب إنما حصل لقلوبهم لما لم يؤمنوا به أول مرة و هذا عدم الايمان .
لكن يقال إنما كان هذا بعد دعوة الرسول لهم و هم قد تركوا الايمان و كذبوا الرسول و هذه أمور وجودية لكن الموجب للعذاب هو عدم الايمان و ما ذكر شرط فى التعذيب بمنزلة إرسال الرسول فإنه قد يشتغل عن الايمان بما جنسه مباح من أكل و شرب و بيع و سفر و غير ذلك و هذا الجنس لايستحق عليه العقوبة إلا لأنه شغله عن الايمان الواجب عليه .
ومن الناس من يقول ضد الايمان هو تركه ومو أمر وجودي لا ضد له إلا ذلك