خيرا له إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ( وإذا كان هذا و هذا فكلاهما من نعم الله عليه .
وكلتا النعمتين تحتاج مع الشكر إلى الصبر .
أما نعمة الضراء فاحتياجها إلى الصبر ظاهر و أما نعمة السراء فتحتاج الى الصبر على الطاعة فيها فان فتنة السراء أعظم من فتنة الضراء كما قال بعض السلف ابتلينا بالضراء فصبرنا و ابتلينا بالسراء فلم نصبر .
و فى الحديث ( أعوذ بك من فتنة الفقر و شر فتنة الغنى ( .
والفقر يصلح عليه خلق كثير و الغنا لايصلح عليه إلا أقل منهم .
ولهذا قال عقيب ذلك ! 2 < هذا نذير من النذر الأولى > 2 ! قيل هو محمد و قيل هو القرآن فان الله سمى كلا منهما بشيرا و نذيرا فقال فى رسول الله ^ إن أنا إلا نذير و ب 4 شير لقوم يؤمنون ^ و قال تعالى ^ إنا أرسلناك شاهدا و مبشرا و ولهذا كان أكثر من يدخل الجنة المساكين لأنه فتنة الفقر أهون و كلاهما يحتاج إلى الصبر و الشكر لكن لما كان في السراء اللذة و فى الضراء الألم اشتهر ذكر الشكر فى السراء و الصبر في الضراء قال تعالى ^ و لئن أذقنا الانسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور و لئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني