بل كانت حياته من جنس حياة البهائم و لم يكن ميتا عديم الاحساس كان في الآخرة كذلك فان مقصود الحياة هو حصول ما ينتفع به الحي و يستلذ به و الحى لابد له من لذة أو ألم فاذا لم تحصل له اللذة لم يحصل له مقصود الحياة فان الألم ليس مقصودا .
كمن هو حي فى الدنيا و به أمراض عظيمة لا تدعه يتنعم بشيء مما يتنعم به الأحياء فهذا يبقى طول حياته يختار الموت و لا يحصل له .
فلما كان من طبع النفس الملازم لها و جود الارادة و العمل إذ هو حارث همام فان عرفت الحق و أرادته و أحبته و عبدته فذلك من تمام إنعام الله عليها وإلا فهي بطبعها لابد لها من مراد معبود غير الله و مرادات سيئة تضرها فهذا الشر قد تركب من كونها لم تعرف الله و لم تعبده و هذا عدم لا يضاف إلى فاعل و من كونها بطبعها لا بد لها من مراد معبود فعبدت غيره و هذا هو الشر الذي تعذت عليه و هو من مقتضى طبعها مع عدم هداها .
والقدرية يعترفون بهذا جميعه و بأن الله خلق الانسان مريدا لكن يجعلون المخلوق كونه مريدا بالقوة و القبول أي قابلا لأن يريد هذا