عن النبى انه قال ( انه اوحى الى أن تواضعواحتى لا يفخر احد على احد ولا يبغى أحد على أحد ) فبين ان التواضع المأمور به ضد البغى والفخر وقال فى الخيلاء التى يبغضها الله ( الاختيال فى الفخر والبغى ( فكان فى ذلك ما دل على أن الاستطالة على الناس ان كانت بغير حق فهى بغى اذ البغى مجاوزة الحد وان كانت بحق فهى الفخر لكن يقال على هذا البغى يتعلق بالارادة فلا يجوز ان يجعل هو من باب الاعتقاد وقسيمه من باب الارادة بل البغى كانه فى الأعمال والفخر فى الأقوال او يقال البغى بطر الحق والفخر غمط الناس .
( الوجه الثانى ( ان يكونا جميعا متعلقين بالاعتقاد والارادة لكن الخيلاء غمط الحق يعود الى الحق فى نفسه الذى هو حق الله وان لم يكن يتعلق به حق آدمى والفخر وغمط الناس يعود الى حق الآدميين فيكون التنويع لتمييز حق الادميين مما هو حق لله لا يتعلق الادميين بخلاف الشهوة فى حال الزنا واكل مال الغير فلما قال سبحانه ^ ان الله لا يحب كل مختال فخور الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ^ والبخل منع النافع قيد هذا بهذا وقد كتبت فيما قبل هذا من التعاليق الكلام فى التواضع والاحسان والكلام فى التكبر والبخل