ذلك و كل إنسان محمود يتنزه عن ذلك فان كل أحد يذم الكذب فهو وصف ذم على الاطلاق .
وأما عدم علم الانسان ببعض الاشياء فهذا من لوازم المخلوق و لا يحيط علما بكل شيء إلا الله فلم يكن عدم العلم عند الناس نقصا كالكذب فلهذا يبين الرب علمه بما يشهد به و أنه أصدق حديثا من كل أحد و أحسن حكما و أصدق قيلا لأنه سبحانه أحق بصفات الكمال من كل أحد ( و له المثل الأعلى فى السموات و الأرض ) و هو يقول الحق و هو يهدي السبيل و هو سبحانه يتكلم بمشيئته و قدرته .
و ( من عنده علم الكتاب ) و هم أهل الكتاب فهم يشهدون بما جاءت به الأنبياء قبل محمد فيشهدون أنهم أتوا بمثل ما أتى به كالأمر بعبادة الله و حده و النهي عن الشرك و الاخبار بيوم القيامة و الشرائع الكلية ويشهدون أيضا بما في كتبهم من ذكر صفاته ورسالته وكتابه و هذان الطريقان بهما تثبت نبوة النبى و هي الآيات و البراهين الدالة على صدقه أو شهادة نبى آخر قد علم صدقه له بالنبوة .
فذكر هذين النوعين بقوله ^ قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم