المشهود به و شهادته قد علمت بالآيات التى دل بها على صدق الرسول فالعالم بهذه الطريق لا يحتاج أن ينظر الآيات المشاهدة التى تدل على أن القرآن حق بل قد يعلم ذلك بما علم به أن الرسول صادق فيما أخبر به عن شهادة الله تعالى وكلامه .
وكذلك ذكر الكتاب المنزل فقال ^ و لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ) الآيات الى قوله ( إلا الظالمون ) فبين أن القرآن آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم فانه من أعظم الآيات البينة الدالة على صدق من جاء به و قد اجتمع فيه من الآيات مالم يجتمع فى غيره فانه هوالدعوة و الحجة و هوالدليل و المدلول عليه و الحكم و هوالدعوى وهوالبينة على الدعوى و هو الشاهد و المشهود به .
وقوله ^ فى صدور الذين أوتوا العلم ^ سواء أريد به أنه بين فى صدورهم أوأنه محفوظ في صدورهم أوأريد به الأمران و هوالصواب فانه محفوظ فى صدور العلماء بين في صدورهم يعلمون أنه حق كما قال ( و يرى الذين أوتوا العلم الذى أنزل اليك من ربك هوالحق ) و قال ( أفمن يعلم أنما أنزل اليك من ربك هوالحق كمن هوأعمى ) ( و ليعلم الذين أوتوا العلم انه الحق من ربك