.
ثم منهم من قال الناس فى الصفات إما مثبت لها وقائل بالتعدد وإما ناف لها واما اثباتها واتحادها فخلاف الاجماع وهذه طريقة القاضى أبى بكر وأبى المعالى وغيرهما ومنهم من اعترف بأنه ليس له عنه جواب كأبى الحسن الآمدى وغيره .
والمقصود هنا أن هذه الآية تبين بطلان هذا القول كما تبين بطلان غيره فان قوله ( قل نزله روح القدس من ربك بالحق ) يقتضى نزول القرآن من ربه والقرآن اسم للقرآن العربى لفظه ومعناه بدليل قوله ( فاذا قرأت القرآن ) وإنما يقرأ القرآن العربى لا يقرأ معانيه المجردة وأيضا فضمير المفعول فى قوله نزله عائد على ما فى قوله ( والله أعلم بما ينزل ) فالذى أنزله الله هو الذى نزله روح القدس فإذا كان روح القدس نزل بالقرآن العربى لزم أن يكون نزله من الله فلا يكون شىء منه نزله من عين من الأعيان المخلوقة ولا نزله من نفسه .
وأيضا فانه قال عقيب هذه الآية ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين ) وهم كانوا يقولون إنما يعلمه هذا القرآن العربى بشر لم يكونوا يقولون انما يعلمه بشر معانيه فقط بدليل قوله ( لسان الذى يلحدون اليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين ) فانه تعالى أبطل قول الكفار بأن