الغائب للغائب فان الملك يقول هناك و لك بمثله فيدعو له الملك بمثل ما دعا به للغائب و هنا هو داع لنفسه و للمؤمنين .
وبيان هذا أن الشرع و ان كان قد استقر بموت النبى صلى الله عليه و سلم و قد أخبر أن الله تجاوز لأمته عن الخطأ و النسيان و قد أخبر أن الرسول يضع عن أمته اصرهم و الاغلال التى كانت عليهم و سأل ربه لأمته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيجتاحهم فأعطاه ذلك لكن ثبوت هذا الحكم فى حق آحاد الأمة قد لا يحصل إلا بطاعة الله و رسوله فاذا عصى الله ذلك الشخص العاصي عوقب عن ذلك بسلب هذه النعمة و ان كانت الشريعة لم تنسخ .
يبين هذا أن فى هذا الدعاء سؤال الله بالعفو و المغفرة و الرحمة و النصر على الكفار و معلوم أن هذا ليس حاصلا لكل واحد من أفراد الأمة بل منهم من يدخل النار و منهم من ينصر عليه الكفار و منهم من يسلب الرزق لكونهم فرطوا فى طاعة الله و رسوله فيسلبون ذلك بقدر ما فرطوا أو قصروا و قول الله ( قد فعلت ( يقال فيه شيئان ( احدهما ) أنه قد فعل ذلك بالؤمنين المذكورين فى الآية و الايمان المطلق يتضمن طاعة الله و رسوله فمن لم يكن كذلك نقص