.
ومما يدخل فى ذلك نيات الأعمال فانما الأعمال بالنيات و انما لكل امرىء مانوى و ( النية ( هي مما يخفيه الانسان فى نفسه فإن كان قصده ابتغاء وجه ربه الأعلى استحق الثواب و ان كان قصده رياء الناس استحق العقاب كما قال تعالى ! 2 < فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون > 2 ! و قال ^ و اذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ^ .
وفى حديث أبى هريرة الصحيح فى الثلاثة الذين أول من تسعر بهم النار فى الذي تعلم و علم ليقال عالم قاريء و الذي قاتل ليقال جريء و شجاع و الذي تصدق ليقال جواد و كريم فهؤلاء انما كان قصدهم مدح الناس لهم و تعظيمهم لهم و طلب الجاه عندهم لم يقصدوا بذلك وجه الله و ان كانت صور أعمالهم صورا حسنة فهؤلاء إذا حوسبوا كانوا ممن يستحق العذاب كما فى الحديث ( من طلب العلم ليباهي به العلماء أو ليماوى به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فله من عمله النار ( و فى الحديث الآخر ( من طلب علما مما يبتغى به وجه الله لايطلبه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة و ان ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام ( .
و في ( الجملة ( القلب هو الاصل كما قال أبو هريرة القلب ملك الأعضاء و الاعضاء جنوده فاذا طاب الملك طابت جنوده و إذا