مما لم تطلع عليه ملائكتى فاما المؤمنون فيخبرهم و يغفر لهم ما حدثوا به أنفسهم و هو قوله ! 2 < يحاسبكم به الله > 2 ! يقول يخبركم به الله و أما أهل الشرك و الريب فيخبرهم بما أخفوه من التكذيب و هو قوله ^ يغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء ^ .
وقد روى عن ابن عباس أنها نزلت في كتمان الشهادة و روى ذلك عن عكرمة و الشعبى و كتمان الشهادة من باب ترك الواجب و ذلك ككتمان العيب الذي يجب اظهاره و كتمان العلم الذي يجب اظهاره و عن مجاهد أنه الشك و اليقين و هذا أيضا من باب ترك الواجب لأن اليقين واجب و روي عن عائشة ما اعلنت فإن الله يحاسبك به و أما ما أخفيت فما عجلت لك به العقوبة فى الدنيا و هذا قد يكون مما يعاقب فيه العبد بالغم كما سئل سفيان بن عيينة عن غم لايعرف سببه قال هو ذنب هممت به فى سرك و لم تفعله فجزيت هما به .
فالذنوب لها عقوبات السر بالسر و العلانية بالعلانية و روى عنها مرفوعا قالت ( سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن هذه الآية ( ان تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ) فقال ياعائشة هذه مبايعة الله العبد مما يصيبه من النكبة و الحمى حتى الشوكة و البضاعة يضعها في كمه فيفقدها فيروع لها فيجدها فى جيبه حتى أن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الاحمر من الكير (