بين يدي الله و رسوله ^ فتبتل و تثبت لازم بمعنى ثبت لأن التثبت هو القوة و المكنة و ضده الزلزلة والرجفة فإن الصدقة من جنس القتال فالجبان يرجف و الشجاع يثبت و لهذا قال النبى صلى الله عليه و سلم ( و اما الخيلاء التى يحبها الله فاختيال الرجل بنفسه عند الحرب و اختياله بنفسه عند الصدقة ( لأنه مقام ثبات و قوة فالخيلاء تناسبه و انما الذي لايحبه الله المختال الفخور البخيل الآمر بالبخل فاما المختال مع العطاء أو القتال فيحبه .
وقوله ^ من انفسهم ^ أي ليس المقوى له من خارج كالذي يثبت و قت الحرب لامساك اصحابه له و هذا كقوله ( و إذا ما غضبوا هم يغفرون ) بل تثبته و مغفرته من جهة نفسه .
وقد ذكر الله سبحانه في البقرة و النساء الأقسام الأربعة فى العطاء .
إما أن لا يعطي فهو البخيل المذموم فى النساء أو يعطى مع الكراهة و المن و الأذى فلا يكون بتثبيت و هو المذموم فى البقرة أو مع الرياء فهو المذموم فى السورتين فبقي القسم الرابع ابتغاء رضوان الله و تثبيتا من أنفسهم