والصلاة و الطواف و العمرة و الحج و الطواف يختص بالمكان فقط ثم اتبع ذلك ما يتعلق بالبيت من الطواف بالجبلين و انه لا جناح فيه جوابا لما كان عليه الأنصار فى الجاهلية من كراهة الطواف بهما لأجل اهلالهم لمناة و جوابا لقوم توقفوا عن الطواف بهما .
وجاء ذكر الطواف بعد العبادات المتعلقة بالبيت بل و بالقلوب والابدان والاموال بعد ما أمروا به من الاستعانه بالصبر و الصلاة اللذين لا يقوم الدين إلا بهما و كان ذلك مفتاح الجهاد المؤسس على الصبر لأن ذلك من تمام أمر البيت لأن أهل الملل لا يخالفون فيه فلا يقوم أمر البيت إلا بالجهاد عنه و ذكر الصبر على المشروع و المقدور و بين ما أنعم به على هذه الأمة من البشرى للصابرين فانها أعطيت مالم تعط الأمم قبلها فكان ذلك من خصائصها و شعائرها كالعبادات المتعلقة بالبيت و لهذا يقرن بين الحج و الجهاد لدخول كل منهما فى سبيل الله فأما الجهاد فهو أعظم سبيل الله بالنص و الاجماع و كذلك الحج فى الأصح كما قال الحج من سبيل الله ( .
وبين أن هذا معروف عند أهل الكتاب بذمه لكاتم العلم ثم ذكر أنه لا يقبل دينا غير ذلك ففي أولها ( فلا تجعلوا لله أندادا ) و فى أثنائها ( و من الناس من يتخذ من دون الله أندادا ) ف ( الأول ( نهي عام و ( الثاني ( نهي خاص و ذكرها بعد البيت لينتهى عن قصد