مشيئته هي الموجبة وحدها لا غيرها فيلزم من انتفائها انتفاؤه لا يكون شيء حتى تكو مشيئته لايكون شيء بدونها بحال فليس لنا سبب يقتضى وجود شيء حتى تكون مشيئته مانعة من وجوده بل مشيئته هي السبب الكامل فمع وجودها لامانع و مع عدمها لا مقتضى ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها و ما يمسك فلا مرسل له من بعده ) ( و إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو و إن يردك بخير فلا راد لفضله ) ( قل أرأيتم ماتدعون من دون الله إن أرادنى الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبى الله عليه يتوكل المتوكلون ) .
وإذا عرف أن العبد ليس له من نفسه خير أصلا بل ما بنا من نعمة فمن الله و إذا مسناالضر فإليه نجأر والخبر كله بيديه كما قال ^ ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك و قال ^ أو لما اصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ) و قال النبى صلى الله عليه و سلم فى سيد الاستغفار الذى فى صحيح البخارى ( اللهم أنت ربي لاإله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على و أبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت ) وقال فى دعاء الاستفتاح الذى فى صحيح مسلم