ان يكو ن الدين كله لله و إن كان مقصوده ذلك فلا يكو ن متبعا لشريعة الله عز و جل و منهاجه بل قصده نو ع سلطان فى العالم إما سلطان قدرة و تأثير و إما سلطان كشف و إخبار أو قصده طلب مايريده و دفع ما يكرهه بأي طريق كان أو مقصوده نو ع عبادة و تأله بأي وجه كان همته فى الاستعانة و التو كل المعينة له على مقصوده فيكون إما جاهلا و إما ظالما تاركا لبعض ما أمره الله به راكبا لبعض ما نهى الله عنه و هذه حال كثير ممن يتأله و يتصوف و يتفقر و يشهد قدر الله و قضاءه و لا يشهد أمر الله و نهيه و يشهد قيام الأكوان بالله و فقرها إليه و إقامته لها و لا يشهد ما أمر به و ما نهى عنه و ما الذي يحبه الله منه و يرضاه و ما الذي يكرهه منه و يسخطه .
ولهذا يكثر فى هؤلاء من له كشف و تأثير و خرق عادة مع انحلال عن بعض الشريعة و مخالفة لبعض الأمر و إذا أوغل الرجل منهم دخل فى الاباحية و الانحلال و ربما صعد الى فساد التوحيد فيخرج إلى الاتحاد و الحلول المقيد كما قد وقع لكثير من الشيو خ و يوجد فى كلام صاحب ( منازل السائرين ( و غيره ما يفضي الى ذلك .
وقد يدخل بعضهم فى ( الاتحاد المطلق و القول بوحدة الوجود ( فيعتقد أن الله هو الوجود المطلق كما يقول صاحب ( الفتو حات المكية ( في أولها