يقول يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد .
حتى يعلم أن الدار الآخرة هي الحيوان فلو كان يعلم لكانت الدار الآخرة دار حياته إذ هي حياة العلماء ولهذا اشترط لو كانوا يعلمون .
فتقدير الكلام لو كانوا يعلمون لكانت الآخرة دار الحيوان في حقهم ولكن جهلهم حجبهم وإلى ظلمات الصور أدخلهم وفي سجن الجسم المحصور بثلاثة أبعاد سجنهم فإليه يرد وفيه يعذب .
فلا بد من حشرها وذلك هو الذي ذكره الشارع من حشر الأجساد ورد الأرواح إليها عند من وفقه الله سبحانه إلى الإيمان بذلك وشرح صدره لقبول تصديقه بإعلامه أن ما جاز ابتداؤه لا يستحيل إعادته فالمنتزع أهون في الشاهد من المخترع قل يحييها الذي أنشأها أول مرة