قل ان سمعت او رأيت معرضا عن الكتاب والسنة مقبلا على مقالاتهم الا وقد تزندق او صار على غير يقين في دينه واعتقاده .
فلما رأيت الامر على ذلك بان لي انه يجب على كل من يقدر على دفع شبههم واباطيلهم وقطع حجتهم واضاليلهم ان يبذل جهده ليكشف رذائلهم ويزيف دلائلهم ذبا عن المللة الحنيفية والسنة الصحيحة الجلية .
ولا والله ما رأيت فيهم احدا ممن صنف في هذا الشأن وادعى علوم المقام الا وقد ساعد بمضمون كلامه في هدم قواعد دين الاسلام .
وسبب ذلك اعراضه عن الحق الواضح المبين وعن ما جاءت به الرسل الكرام عن رب العالمين واتباعه طرق الفلسفة في الاصطلاحات التي سموها بزعمهم حكميات وعقليات وانما هي جهالات وضلالات وكونه التزمها معرضا عن غيرها اصلا ورأسا فغلبت عليه حتى غطت على عقله السليم فتخبط حتى خبط فيها عشوا ولم يفرق بين الحق والباطل والا فالله اعظم لطفا بعباده ان لا يجعل لهم عقلا يقبل الحق ويثبته ويبطل الباطل وينفيه لكن عدم التوفيق وغلبة الهوى اوقع من اوقع في الضلال وقد جعل الله تعالى العقل السليم من الشوائب ميزانا يزن به العبد الواردات فيفرق به بين ما هو من قبيل الحق